في فترة الانحسار، تعيش هذه الحشرة في طور انعزالي بالمناطق التي يقل فيها معدل سقوط الأمطار عن 250 مم سنويا، وخاصة في جنوب البلاد وشمالها. غير أن مناطق التجمّع تقع في الجنوب الغربي من البلاد ويتكاثر فيها الجراد خلال فصلي الشتاء والربيع أساسا في آدرار وإنشيري. وبالمقابل، في حالة الاجتياح تعم الأسراب واليرقات كافة أرجاء التراب الوطني.
وينجم عن اجتياح الجراد :
- تلف المحاصيل الزراعية ؛
- نقص المراعي ونفوق الحيوانات ؛
- تفاقم العجز الغذائي ؛
- ازدياد حدة الفقر ؛
- نزوح المزارعين إلى المدن وتضخم الأحياء القصديرية ؛
- سلسلة من التأثيرات السلبية اقتصاديا واجتماعيا.
التاريخ
يمثل الجراد مشكلة مزمنة في موريتانيا منذ القدم، فقد ورد ذكره في حوليات ولاتة في القرن الخامس عشر الميلادي. وتنقل الروايات الشفوية غير الموثـّقة أن الجراد كان يستعمل كمادة للغذاء البشري إبّان المجاعات. وتعتبر هذه الحشرة بطبيعة الحال آفة زراعية مضرة للمحاصيل والمراعي، رغم أن البعض يرى أنها علامة على الخصب والخير حيث لا تظهر غالبا إلا في عام يمتاز بغزارة الأمطار.
وقد شهدت موريتانيا على مدى العشرين سنة الماضية موجتيْن من اجتياح الجراد، وظهورا له بشكل جلي، إضافة إلى بؤر انتشار متفاوتة الحجم، في فترات تفصل بينها سنتان إلى ثلاث سنوات
وقد مكنت التحاليل الزمانية والمكانية التي أجريت على كشوف تواجد الجراد الصحراوي خلال 20 سنة من رصد احتمالات ظهوره في موريتانيا بحسب مقاطع زمنية يمتد كل منها على فصل من فصول السنة.
تأثيرات اجتياح الجراد
لاجتياح الجراد آثار اقتصادية واجتماعية ناجمة عن انعكاساته على الموارد الزراعية والرعوية. ففي 2003-2004 قدرت المنظمة العالمية للأغذية الخسائر التي أصابت المزروعات بنسبة 70%، مما تأثر منه حوالي 000 700 شخص، على الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة وشركاؤها.
التكاثر وطريقة عمل مناطق تواجد الجراد
على العموم، يبقى تكاثر الجراد الصحراوي في موريتانيا مرهونا بالظروف المناخية وتحسّن الشروط البيئية، ويجري ضمن ثلاث مناطق متمايزة:
-
- منطقة التناسل الصيفي التي تغطي الجزء الجنوبي من البلاد (مناطق زراعية ورعوية) ويقع أغلبها جنوب خط العرض 18 شمالا وتشهد تهاطل الأمطار المدارية ما بين شهري يونيو وأكتوبر؛
- منطقة التناسل الشتوي الربيعي التي تغطي المناطق الشمالية والغربية وتعرف تساقط بعض الأمطار تأثرا بمناخ البحر الأبيض المتوسط ابتداء من شهر ديسمبر، وقد تأتي مبكرا في شهر أكتوبر؛
- المنطقة المركزية (آدرار وإينشيري) الممتدة في آن معا على المنطقتيْن الصيفية والربيعية ويبدأ موسم الأمطار فيها خلال شهر سبتمبر حسب التقلبات المناخية.
بما أن التراب الوطني بكامله يعد موطنا لتكاثر الجراد، فإن بؤر التجمّع يتم رصدها، وتحديد مواصفاتها، وتموقعها في مختلف أرجاء البلد.
تشكل موريتانيا بحكم موقعها الجغرافي حلقة وصل ما بين المغرب العربي ومنطقة الساحل حيث يتناسل الجراد ويتجمع ثم تزحف أسرابه شمالا أو جنوبا تبعا للظروف الجوية.
- ففي الفصل الأول من السنة، يتكاثر الجراد في المنطقة الوسطى والغربية خلال شهري يناير وفبراير
- وفي الفصل الثاني (إبريل – يونيو) يلاحظ وجوده في الشمال، وفي الجنوب أحيانا
- وفي الفصل الثالث تأتي بعض الأسراب من الشرق لتتكاثر في الجنوب خلال شهر يوليو
روابط ذات صلة
دوريات معلومات الجراد
استراتجيات المركز
الحالات الوبائية
قبل الوصول إلى حالة الاجتياح و تعزوا الأسراب كافة أرجاء التراب الوطني ، يمر وضع الجراد بعدة أطوار تتميزبتكاثر أعدادها